مجمع الدكتور عبدالسلام عواس لتقويم وزراعة الأسنان

التقرحات الفموية المتكررة

 

هناك أنواع عديدة من التقرحات الفموية التي تصيب الغشاء المخاطي المبطن للفم، وتتميز من حيث المسبب والأعراض وتقدم المرض. بعض هذه التقرحات تكون موضعية السبب والبعض الآخر قد تكون أعراض أولية أو مبكرة لأمراض عامة تصيب الجسم. وسنتحدث هنا عن أكثر التقرحات شيوعاً وهي تقرحات الفم المتكررة (Recurrent Aphthous Ulcers).

و القرحة عبارة عن آفة مدورة أو بيضوية تشبه فوهة البركان ذات حواف مرتفعة محمرة و مؤلمة وقد تكون مغطاة بغشاء متموج أبيض اللون و قد تصل درجة الألم إلى عدم القدرة على تناول الطعام .

و قد تظهر على شكل هجمات أو نوبات من الآفات الأحادية أو المتعددة على الغشاء المخاطي الفموي و نادراً ما تتناول الإصابة اللثة
تبلغ نسبة انتشارها حوالي %20 من السكان وتظهر لدى الجنسين بالتساوي وغالباً ما يعاني منها المريض منذ فترة مبكرة من العمر. يصيب كل الأعمار بدون استثناء رغم شيوعه عند الأطفال و اليافعين و يقل تواتره في المراحل المتقدمة من العمر

إن الفحص السريري للفم يظهر عادة ثلاثة أنواع من التقرحات وهي:-

 

التقرحات الفموية الصغيرة Minor RAU.

إن هذا النوع من التقرحات يشكل 80% من الحالات، وهي صغيرة الحجم (2-4ملم) بيضاوية أو دائرية الشكل ويتراوح عددها بين 2-6 وغالباً ما تصيب المنطقة الأمامية من الفم وتتماثل إلى الشفاء في غضون أسبوعين ولا تترك خلفها أي ندبات.

التقرحات الفموية الكبيرة Major RAU

وهي أقل شيوعاً من النوع الأول وتشكل تقريباً 15% من الحالات، وهي كبيرة الحجم أكثر من 1سم ولا يزيد عددها عن 3 وتكون دائرية الشكل ومحاطة بهالة حمراء اللون وتصيب أية منطقة في الفم بما فيه اللسان. والتماثل للشفاء يستغرق وقتاً أطول من التقرحات الصغيرة قد يمتد إلى 1-3 اشهر وتكون مؤلمة جداً.

كما تترك خلفها ندبة واضحة

يعتقد أن التقرحات من هذا النمط عبارة عن تموت في غدة لعابية يشمل النسج المجاورة لها حيث أنها تظهر بشكل خاص على قبة الحنك و ظهر اللسان

التقرحات الفموية الصغيرة جداً Herpetiform RAU

يشكل هذا النوع 5% من التقرحات المتكررة ويظهر أكثر لدى الإناث على شكل تقرحات صغيرة الحجم (1ملم) قد يصل عددها من 10-100 في المرة الواحدة وتصيب أكثر باطن اللسان وسقف الحلق وعادة ما تتماثل للشفاء في غضون عشرة أيام.

الاسباب:

إن سبب التقرحات الفموية المتكررة لدى 80% من الحالات هو غير معروف بينما في 20% من الحالات وخصوصاً لدى المرضى الذين تظهر لديهم التقرحات لأول مرة في مرحلة متقدمة من العمر يعود إلى فقر الدم. وعليه فإن فحص الدم الشامل هو اجراء روتيني لكل مريض يراجع العيادة لأول مرة ويشمل ذلك فحص الهيموغلوبين (Hg) بالإضافة إلى الفيتامين ب12(Vit B12 level)، والفولك أسيد (Folate level) ومخزون الحديد (Ferrtin level) أو (Serum iron ).وإذا وجد أن المريض مصاب بفقر في الدم فيجب أن يحول إلى اختصاصي باطنية لمعرفة السبب، ومعالجة فقر الدم في هذه الحالات كثيراً ما يؤدي إلى الشفاء التام من المرض. أما بالنسبة إلى 80% من الحالات فالأسباب غير معروفة وكثيراً ما يسبق ظهور هذه التقرحات لدى هؤلاء المرضى عوامل كثيرة مثل الضغوط النفسية والرشوحات ونزلات البرد وتظهر لدى الإناث عادة في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية. بعض الدراسات الحديثة تعزو أسباب هذه التقرحات إلى استعداد وراثي حيث نجد أكثر من فرد في العائلة مصاب بهذه التقرحات، كما أن دراسات أخرى تعزو السبب إلى تحسس من بعض الأطعمة التي يتناولها المصاب كالشوكولاته والأجبان الصفراء أو نتيجة للمواد الحافظة والموجودة بكثرة في الأطعمة الجاهزة والمعلبة ومعاجين الأسنان. في بعض الأحيان تظهر هذه التقرحات لدى المرضى لأول مرة بعد التوقف عن التدخين، والسبب هنا غير معروف ولكن يعتقد بأن التدخين يؤدي إلى زيادة سمك الغشاء المخاطي المبطن للفم مما يمنع ظهور التقرحات وبعد أن يتوقف الشخص عن التدخين ويعود الغشاء إلى وضعه الطبيعي وتقل سماكته تعود التقرحات إلى الظهور مرة أخرى، وهذا لا يعني أن يستمر الشخص في التدخين حيث أن التقرحات الفموية المتكررة غير قابلة للتحول إلى السرطان وكل ما يشكو منه المريض هو الشعور بالألم والحرقة بينما التدخين هو المسبب الرئيسي لسرطان الفم. أنوه هنا إلى أنه من الضروري جدا" التأكد من أن التقرحات المتكررة هي ليست أعراض أولية لمرض بهجت (Behcet's disease) وخصوصاً لدى المرضى الذين تزداد لديهم حدة المرض مع الزمن.

ومن الاسباب ايضا استخدام بعض المسكنات وقد تؤدي أسطح الأسنان الحادة أحيانا أو أطقم الأسنان الى جرح اللثة و بالتالي إلى ظهور قرحة الفم.


بعد التأكد من عدم وجود فقر في الدم أو التحسس لمادة يتناولها المريض فإن العلاج يكون عادة باستعمال الأدوية الموضعية في الفم. وعلى الرغم من أن نسبة المصابين بالتقرحات الفموية المتكررة كبيرة إلا أن الدراسات التي بحثت في فعالية الأدوية لمعالجة هذه التقرحات هي قليلة نسبياً.
ولا يوجد حاليا" دواء يؤدي إلى الشفاء التام من المرض ولكن مع العنايه الفائقه بنظافه الفم هناك الكثير من المراهم وغسول الفم والتي تساعد على التخفيف من الألم المصاحب لهذه التقرحات والتقليل من شدة الإصابة. ويتضمن ذلك الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب مثل مضمضة الكلورهيكسيدين (Chlorhexidine gluconate) مرتين يومياً أو كبسولات التتراسيكلين (Tetracycline caps) تذوب في الماء وتستعمل كمضمضة وغيره. في بعض الحالات الشديدة والمؤلمة قد نلجأ لاستعمال أدوية الكورتيزون الموضعية لتقرحات الشفة أو مضمضة الكورتيزون (Dexamethasone elixir)عند اصابة مناطق أخرى في الفم كالخد واللسان وتستعمل 5 مرات يومياً إلى أن تختفي التقرحات ثم تقلل الجرعة تدريجياً إلى أن يتوقف.

ويمكن تقليل فرص الاصابة بتكرر التقرحات بالتالي :

تجنب تناول الأطعمة التي تُهيج أو تحرق فمك مثل الأطعمة المتبلة أو الحامضة.
تجنب شد، لمس، أو عض المنطقة المصابة.
تنظيف أسنانك باستخدام فرشاة ناعمة وخيط الأسنان بعد كل وجبة طعام لأن ذلك سيحافظ على فمك خاليا من الأطعمة التي قد تساهم في إصابتك بالقرحة.

 

عليك الاتصال بطبيب أسنانك عندما تعاني من:

  1. قرح كبيرة وغير اعتيادية
  2. قرح تنتشر إلى مناطق أخرى في الفم
  3. قرح تستمر ثلاثة أسابيع أو أكثر
  4. الإصابة بآلام مبرحة بالرغم من تجنب تناول الأطعمة التي تساهم في ظهور قرحة الفم إلى جانب تناول بعض المسكنات صعوبة شرب كميات كافية من السوائل
  5. ارتفاع درجة حرارة جسمك مع ظهور القرحة في الفم


 

Share: